الثلاثاء، 21 يونيو 2011

العبادة الحقيقية لله تعالى لها دلائل وعلامات، أهمها:



الأولى:
الطاعة المطلقة؛ حين تعتقد أن كل ما يقوله حبيبك مسموع مطاع، فإذا أمرك بالأكل في وقت معين فعلته حبا له، وإذا نهاك عن الأكل من شيء تركته حبا له، وإذا أمرك بعبادته بالشكل الفلاني استجبت حبا له، وإذا نهاك عن حبّ أناس معينين قاطعتهم حبا له.. وهكذا.

فلو قال لي: مت. قلت: سمعا وطاعة. وكل ما يأتي من عنده سبحانه محبوب، حتى ما يكون كريها في ظاهره، فالتعب في الحجّ محبوب لأن حبيبنا يحبه، والعطش والجوع في الصوم محبوب لأنه يحبه، والاستيقاظ من النوم اللذيذ لصلاة الفجر محبوب لأنه يحبه.
ولنا قدوت في نبينا محمد "صلى الله عليه وسلم"، الذي أمره الله تعالى بمغادرة مكة المكرمة بلده المحبوب، إلى بلاد جديدة تختلف في عاداتها وجوّها وأهلها، ولكنه سلم لأمر الله، وأحب ما جاء من عنده.

الثانية:

الرضا عن الحبيب والتضحية من أجله؛ فكل ما يفعله حبيبك بك من أقدار وقضاء تتلقاه بكل صدر رحب؛ لأنّه سبحانه لا يريد بك إلا الخير،ولا يريد إلا مصلحتك، ولنا قدوة في نبي الله إبراهيم 'عليه السلام' الذي استجاب لأمر الله عزّ وجل بذبح ابنه إسماعيل مسلما راضيا، {فلما أسلما وتله للجبين× وناديناه أن ياإبراهيم× قد صدقت الرؤيا إنّا كذلك نجزي المحسنين} [ الصافات:103-105].

الثالثة:

أن تتلذّذ بكلامه؛ فلا شيء أحبّ إليك من أن تستمع له وهو يحادثك في قرآنه، وتحادثه في صلاتك، وتتغنّى بما يقوله ليلا ونهارا وصباحا ومساء، ويصبح كلامه ربيع قلبك، وسلوى فراغك، وتقول ما ورد في السنة: "اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همّي وغمّي". رواه أحمد وابن حبان.

بل حتى في حال تعبك، لاتجد مايريحك إلا كلامه {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} [الرعد:28]، واستمع إلى نبيك "صلى الله عليه وسلم" حيث يقول:[ثلاثة يحبهم الله:

رجل أتى قوما فسألهم بالله ولم يسألهم بقرابة بينهم وبينه (طلب منهم المساعدة)، فتخلّف رجل بأعقابهم فأعطاه سرا لايعلم بعطيته إلا الله والذي أعطاه (أنفق عليه في السر)، وقوم ساروا ليلتهم حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما يُعدل به (أحب إليهم من الأموال) نزلوا فوضعوا رؤوسهم، فقام يتملقني (يطلب مني حاجاته) ويتلو آياتي، ورجل كان في سرية فلقي العدو فهزموا (هُزم قومه)، فأقبل بصدره حتى يقتل أو يفتح له]. رواه ابن خزيمة وابن حبان والترمذي.. فهذا المؤمن قام يتلذذ بكلام الله تعالى بالرغم من تعبه الشديد.
 
http://photos-b.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/260526_10150210256325044_314876545043_7526492_6117643_s.jpg

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق